قصة الشاب أحمد ( من غرفة استقبال الجراحة )كنت بالمصادفة البحتة في مستشفى الفيوم العام أثناء وصول الاخوة الذين تعرضوا لضرب البلطجية في الجامعة ..رأيت شابا مصابا بجرح وتهتك في شفته ورأيت الشاب أحمد نعم رأيته في هذه الوضعية وهو يرقد في نفس هذه الغرفة بمستشفى الفيوم العام " استقبال الجراحة"حيث أمسك الطبيب بالابرة وبدأ يقوم بعمل الغرز في رأس أحمد... بدأ أحمد يصرخ ويتألم وينادي بصوت عال "حسبنا الله ونعم الوكيل" .. "اللهم تقبل يارب " ويردد معه الممرضات حسبنا الله ونعم الوكيل .. ويذكره الطبيب "أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا اّمنا وهم لا يفتنون"
بدأت حينها الأفكار تدور في رأس أحمد بدأ يقول كلاما يحدث به نفسه وكأنه يهذي ..لقد كان أحمد يقول حقيقة مؤلمة يذكرنا بها جميعا
فماذا قال أحمد لنفسه ... لقد قال " يا عيني على الرجالة ...يا خسارة الرجالة .... مش قادرين نتحمل غرزتين ... أمال اللي بينضربوا بالفسفوري يعملوا إيه ... أمال اللي بينضربوا بالفسفوري يعملوا إيه ...يا خسارة الرجالة".... قالها أحمد ثم بدأت عيناه تدمعان وبدأ يجهش بالبكاء .... ربما خجلا من ضعف نفسه وقلة صبره على البلاء
قالها بصوت عال جعل كل من حوله ينظرون للأرض خجلا ولا حول ولاقوة إلا بالله
لقد رأيت هذا بأم عيني وامتلأت عيناي بالدمع من مرارة الظلم الذي رأيته
وراحت كلمات أحمد تدوي في أذني ..وأنا أطرق الرأس خجلا من صبر إخواني في فلسطين ... ومن صبر أخي أحمد... فهل أصبر مثلما صبروا
وبينما أمر في احدى طرقات المستشفى إذ بأحد المصابين وكانت شقته تنزف
يسارع إلي ويمسك بذراعي ويقول إن أمن الدولة قد جاءوا خلفنا إلى المستشفى يريدون اعتقالنا ....
هل في الكون إجرام كهذا ... يضربونه ثم يريدون اعتقاله حتى قبل أن يخضع للعلاج
حاولت أن أساعده .. وحاولت الاتصال بزملاء هؤلاء الاخوة حتى يحضروا للمستشفى ويحولوا دون اعتقال إخوانهم المصابين ...كما قمت بتنبيه الأطباء إلى نية الأمن اعتقال المصابين.. ولكن يبدو أن الأمر لم يفلح .. إذ أنني قد قرأت في الصحف في اليوم التالي أنه تم اعتقال عدد من الاخوة من داخل المستشفى
وبينما نحن نستذكر القصة ونتحسر على ما بلغه الظلم إذا بي أسمع مشهدين يثبتان أن الظالم لابد وأن ينال عقابه
المشهد الأول من مستشفى الجامعة إذ حضر إليه بغل من بغال بلطجية الأمن ذو جسد ضخم .. وقد كسرت ساقه
والمشهد الثاني يحكيه أحد العاملين في الجامعة فيقول .. لقد شاهدت 4 من الجنود والبلطجية يجتمعون على شاب يضربونه بالأيدي والحديد والأخشاب ويسحبونه في الأرض كالمشاهد التي نراها من جنود اليهود في فلسطين .. فلما اقترب ضابط أصلع من الشاب المسكين يريد اعتقاله ... أصابت الضابط "طوبة" في صلعته
يقول راوي القصة ..والله أني سعدت باصابته تلك فإن لي في هذه الجامعة بضعة عشر عاما ... لم أر ضابطا يفعل به مثل هذا
هذا يا إخوة مشهد جديد من قصة الظلم والظالمين التي نرى فصولها حولنا كل يوم...... قصة البغي على المؤمنين.. وملمح من عاقبة المعتدين ..وكيف يتذكر الشاب أحمد معاناة إخوانه المستضعفين فتصغر عنده اّلامه
ولا حول ولاقوة إلا بالله
طبعا انا عارفة ان الموضوع ده قديم
بس ممكن اللى انتو متعرفوهوش ان الطلاب اللى اتخدوا
لسه فى المعتقل
لن اقول غير حسبى الله ونعم الوكيل
يارب طهر بلدنا من المفسدين