FPI
هذه الملاحقة صنعت من كيفن اسطورة في انحاء الولايات المتحدة واصبح مثالا يحتذى به في عالم القرصنة والهاكر لقدرته على الاختفاء والدخول الى أكثر الحاسبات صعوبة حتى إلى وزارة الدفاع الاميركية وأكبر الشركات في أميركا.
ولكن في نهاية عام 94 اخترق كيفن الحاسب الرئيسي لشركة
Tsutomu Shimomura
وهي شركة مشهورة متخصصة في أمن الشبكات. هذا الاختراق جعل الشركة تصمم على متابعة كيفن وملاحقته بالتعاون مع محققي الـ «اف.بي.أي»، وبالفعل بعد شهرين فقط و بتاريخ 15 فبراير من عام 1995 اعتُقل كيفن في شقته. وللضرر الذي الحقه كيفن بالعديد من الشركات والافراد ولملايين الدولارات من الخسائر ولكونه اصبح خطرا على امن الولايات المتحدة الاميركية فقد حكم عليه بالسجن لمدة أربع سنوات بالاضافة الى دفع 4000 دولار كتعويض. وكذلك وافق كيفن على تخصيص ارباحه المستقبلية من أي كتب أو أفلام أو مقابلات متعلقة بجرائمه ستخصص لضحاياه لمدة سبع سنوات.
عاد كيفن أوائل العام 1992 إلى سان فرانسيسكو، بعد وفاة شقيقه إثر تناوله جرعة زائدة من الهيرويين، وعمل مع والده لفترة في أعمال البناء، إلى أن وجد عملاً لدى صديق لوالده، في وكالة تحقيق. لم يمض وقت طويل، حتى اكتشفت عملية استخدام غير شرعي، لقواعد البيانات التي تملك الوكالة حق الوصول إليها. ووجد كيفن نفسه من جديد، موضوعاً لمكتب التحقيقات الفيدرالي الذي فتش مقر عمله وسكنه، بحثاً عن أدلة تثبت استخدامه غير المشروع لقواعد البيانات تلك.
أصدر قاضي التحقيق الفيدرالي أواخر العام 1992، مذكرة اعتقال ضد كيفن، بتهمتين: الأولى، الدخول غير القانوني إلى كمبيوتر إحدى شركات الهاتف. والثانية، عدم التزامه بالبقاء في المدينة، ومغادرته إلى لاس فيجاس قبل انتهاء الأشهر الستة، التي فرضتها عليه المحكمة كعلاج نفسي. وعندما ذهبت الشرطة لاعتقاله كان كيفن اختفى، بدون أن يترك وراءه أثراً..
في ديسمبر من العام 1992، تلقى قسم الآليات بكاليفورنيا اتصالاً عبر الكمبيوتر، يطلب فيه صاحبه الحصول على نسخ من شهادات رخص السواقة للمتعاونين مع الشرطة. واستخدم المتصل شفرة تظهر أنه مخول قانونياً بالاطلاع على تلك الوثائق، وطلب إرسالها بالفاكس إلى عنوان في إحدى ضواحي لوس أنجلوس. استشعر مسئولو الأمن ريبة في الطلب، ففحصوا الرقم المطلوب إرسال النسخ إليه، فتبين أنه محل لتقديم خدمات التصوير والفاكس. وقرروا إرسال المطلوب، لكنهم أرسوا قبل ذلك عناصر من الأمن إلى المحل، لمعرفة الشخص الذي يطلب هذه المعلومات، وهدفه من وراء ذلك. وقفوا على باب المحل ينتظرون الإمساك به، ولم ينتبهوا إليه إلا بعد خروجه حاملاً الأوراق، وعندما شعر بهم، هرب راكضاً عبر إحدى الحدائق القريبة. وركضوا خلفه، فسقطت الأوراق على الأرض، وتوقفوا لالتقاطها، فتمكن من الهرب. ووجد مسئولو الأمن عند فحص الأوراق لاحقاً، أنها تحمل بصمات كيفن، ليكتشفوا أنه مازال يمارس نشاطه.
جعلت هذه الحادثة، ونجاته من المطاردة، وما كتبته الصحف عنه، من كيفن لصاً ذكياً، ومثيراً للإعجاب، بل إن أحد الصحفيين ويدعى ماركوف، جعل أخبار كيفن شغله الشاغل، وأخذ يتلقط كل كبيرة وصغيرة عنه، ما دفع مكتب التحقيقات الفيدرالي، إلى تعيينه مستشارها في عمليات مطاردة كيفن.
في عطلة عيد الميلاد عام 1994، كان شيمومورا متوجهاً للاستمتاع بإجازة في نيفادا، عندما تلقى اتصالاً من صديقه في العمل، يخبره أن كمبيوتره المنزلي المتصل بشبكة العمل الواسعة، تعرض للاختراق.. قطع شيمومورا إجازته على الفور، وعاد إلى بيته، ليكتشف أن الفاعل تمكن من ســرقة مئات الملفات والبرامج من كمبيوتره..
ولكن من هو شيمومورا ؟ وما أهمية الملفات التي سرقت ؟
إنه واحد من أشهر خبراء أمن الشبكات، والبرمجة، ويعمل مستشاراً لمكتب التحقيقات الفيدرالي، والقوى الجوية، ووكالة الأمن القومي الأمريكية، ومطوراً لبرامج كمبيوتر، خاصة بحماية نظم شبكات الكمبيوتر من الاختراق! أما الملفات المسروقة، فهي مفيدة جداً لكل من يرغب في تعلم أساليب اختراق شبكات الكمبيوتر والهاتف المتحرك.
من حس حظ شيمومورا أنه كان طور وركب نظام مراقبة، ينذر عند الاشتباه بوقوع اختراق لشبكة الكمبيوتر التي تتصل بها كمبيوتراته المنزلية، وهذا ما لم يتنبه إليه كيفن. وعندما بدأ الهجوم على كمبيوتر شيمومورا المنزلي، أرسل آلياً مجموعة سجلات تتضمن ما دار من أحداث، إلى كمبيوتر آخر موجود في مركز الشبكة، وأدرك المشرفون على الشبكة وقوع اختراق لكمبيوتر شيمومورا المنزلي، وتمكنوا من طرد المعتدي. ومكن ذلك شيمومورا من دراسة الهجوم، ليكتشف أن "الـ Hacker" خدع كمبيوتره، وأظهر له أنه مخول بالدخول إليه. لكن تتبعه لمصدر الاتصال، أسفر عن نتيجة زائفة، إذ بدا وكأنه قادم من إحدى جامعات شيكاغو!
هل يستسلم خبير اختراق الشبكات؟ كيف؟ وكرامته مرغت بالتراب؟
أثارت تلك الحادثة حنقاً قوياً في نفس شيمومورا، وجعلته يوجه كل طاقته وخبرته، بالتعاون مع مكتب التحقيقات الفيدرالي، لاعتقال الشخص الذي تجرأ على اقتحام عقر داره وتمكن شيمومورا بمساعدة المحققين، وبفضل نظام المراقبة الذي دأب على تحسينه يوماً بعد آخر، من تتبع أثر المعتدي وهو يجوب فضاء إنترنت. مكنت جهود شيمومورا المحققين من مراقبة المعتدي وهو يتلاعب ببدالات شركة الهاتف، ويسرق ملفات من موتورولا وأبل، وشركات أخرى، وينسخ عشرين ألف رقم بطاقة ائتمان من إحدى شبكات الكمبيوتر التجارية. ودارت الشبهة في كل هذه الحالات حول كيفن ميتنك، المختفي عن الأنظار منذ العام 1992، وكشفت أنه يقوم بعملياته عبر شبكة هواتف متحركة، من مدينه رالي شمال كاليفورنيا.
الأحد 13 فبراير 1995 طار شيمومورا إلى مدينة رالي. وفي اليوم التالي، ساعد خبراء شركة الهاتف المحلية، والمحققين الفيدراليين على استخدام ماسحة لتردد الهاتف المتحرك، كي يحدد مكان كيفن ميتنك بدقة.
وفي مساء 15 فبراير قرع المحققون باب الشقة 202، في إحدى ضواحي مدينة رالي، ففتح كيفن الباب بعد مرور خمسة دقائق، مدعياً أنه كان يتحدث مع محاميه. لكن، عندما تناولوا سماعة الهاتف، وجدوا الخط، بدون حرارة !!
اعتقل كيفن ووضع في السجن بدون محاكمة، إلى أن صدر عليه حكم في 27 يونيو عام 1997 بالسجن لمدة اثنين وعشرين شهراً، لكن كيفن كان حينها أمضى مدة الحكم وزاد عليها أربعة شهور، ومع ذلك لم يطلق سراحه حتى الآن، بانتظار محاكمات أخرى. تتمثل حجة المحققين، في أنه خطر جداً لدرجة أنه قادر باتصال هاتفي واحد، على وضع البلاد في حالة استنفار قصوى، استعداداً لحرب عالمية ثالثة، بفضل قدرته على اقتحام أخطر المواقع، عبر شبكات الكمبيوتر والهاتف !
هذه المعاملة القاسية التي يتلقاها كيفن، إضافة إلى حرمانه من حقوق لا يحرم منها، عادة، أخطر المجرمين، زادت عدد المتعاطفين معه، الذين يطالبون بالإفراج عنه فوراً، كما جعلت منه بطلاً في نظر الكثيرين في الولايات المتحدة. وشكل البعض جماعات للدفاع عنه، وقالوا أنه ليس مجرماً، وأنه لم يبع المعلومات والبرامج التي كان يستولي عليها، بل كان يستخدمها لزيادة قدراته، فقط .
ووجه الكثيرون انتقاداً حاداً للنظام القضائي الأمريكي، الذي يسمح بإهدار حرية وحقوق مواطن أمريكي، بينما لا تكف أمريكا عن توجيه انتقادات حادة لكثير من دول العالم، وخاصة الصين، بحجة عدم احترامها حقوق الإنسان.
"مصائب قوم عند قوم فوائد" ! ففي الوقت الذي يقبع كيفن ذليلاً، خلف قضبان السجن، يعاني الفقر والحرمان، يجني بعض الكتاب الذين تناولوا سيرة حياته ملايين الدولارات. ويعد كتاب Takedown،
الذي اشترك في تألفه الصحافي ماركوف والخبير شيمومورا، أشهر هذه الكتب، ويجري تحويله حالياً، إلى فيلم أمريكي، ربما نراه قريباً على الشاشة الكبيرة .
بعد الخروج من السجن
لقد انتهت مدة حبس كيفن في يناير من العام 2001 ولكنه منع من استخدام الانترنت لمدة عام كامل. وفي يناير من هذا العام احتفل باستخدامه للانترنت لأول مرة منذ فترة طويلة . ولكيفن الان موقع رســــمي عـــلى الانترنت هو
لم يصممه بنفسه ولكنه أحد عشرات المواقع التي صممها معجبوه ومحبوه حول العالم لما تمثله شخصيته بالنسبة إليهم من تحد وذكاء وقدرة على عمل المستحيل خصوصا بالنسبة إلى الهاكرز ومشغلي الحاسبات الآلية. والآن سيجني الملايين نتيجة كتابة مذكراته ومغامراته الالكترونية خصوصا بعد ان وقع عقدا بملايين الدولارات فقط لكي يكتب أشهر قصص القرصنة الالكترونية وعالم الهاكرز.
الغريب في الامر ان موقع شركة السيد كيفن قد تعرض للاختراق مرتين خلال الشهر الماضي وقام أحدهم باضافة صفحة إلى الموقع يرحب فيها بالسيد كيفن لعالم الحرية واضعا صورة دب قطبي حاملا كأسا.. والاخرى لشخص وضع رسالة يطلب من كيفن ان يوظفه في شركته. ويعلق السيد كيفن بأنه لن يقدم شكوى لأنه لم يحدث ضرر، كما أن عملية اختراق مواقعه تعتبر الان من الاعمال العظيمة التي يتفاخر بها الهاكرز لأنه ملك الهاكرز كما يدعي.
السماح له ببعض التقنيات
تمكن شخص، اعتبرته الحكومة الفيدرالية الأمريكية يوما أخطر قرصان كمبيوتر، من الحصول على إذن لتجديد رخصة عمل راديو خاص به, ويستطيع اعتبارا من الشهر القادم استخدام الإنترنت.
وقضى كيفن ميتنيك, 39 عاما, خمسة أعوام في السجن الفيدرالي لسرقته برامج وتغيير المعلومات في شركة موتورولا ونوكيا ونوفل وصن مايكروسيستم وجامعة جنوب كارولاينا.
ووجه له المدعي العام تهما بالتسبب في خسارة عشرات ملايين الدولارات لتلك الشركات. وقد استمرت مطاردة السلطات الأمريكية لمتنيك ثلاثة أعوام حتى تم القبض عليه في شقة في جنوب كارولاينا بمساعدة خبير أمن. وخلال المطاردة، استمر متنيك بقرصنة أجهزة الكمبيوتر حتى أصبح اسما بارزا في عالم القراصنة. وأُطلق سراح متنيك عام 2000 بشروط منها حظر استخدام الإنترنت بدون إذن حكومي، أو شراء أي شئ له علاقة بالإنترنت. كما لا يُسمح له بالسفر أو العمل بدون إذن.
وسُمح لمتنيك باستخدام هاتف خلوي. بينما أُعطي الإذن هذا العام بطبع رسائل على الهاتف على أن لا يكون متصلا بالإنترنت.
وقال متنيك, أشهر قراصنة العالم، أنه ينوي تأسيس شركة تقدم خدمات تأمين وحماية ضد عمليات القرصنة