قصة لقــاء
وَسَطَ الزَّحَامِ ولَسْتُ أَدْرِي وُجْهَتي
بالذِّكْرَيَـاتِ الْمُتْرَعَاتِ بغُصَّتِـي
حتَّى أَفَاضَ عَلَى الفُـؤَادِ مَوَدَّتِي
فِي كُلِّ دَرْبٍ سـَارَ فِيْـهِ تَشَتُّتِي
ثَمِـلاً بِشَوقِي والخَيَـالِ و لَوْعَتي
صِـدْقَ المَوَدَّةِ أنْ تَكُونَ حَلِيلَتِـي
وَبِأَنْ تَصُونَ عَلَى الدَّوَامِ سَعَادَتِي
أَلْفَيتُ فيهـا بَهْجَتـي ومَحَبَّـتي
بِجَـدَاوِلٍ تُطْفِي الأَنِينَ بِشَـقَوتي
حتَّى أَمَـاتَ المُسْـتَحِيلَ بِقَبْضَتِي
مَرَّتْ كَأَجْمَلِ فَتْرَةٍ مِنْ عِيشَتـي
وشَرِبْتُ كَأْسِي الْمُـرَّ حِينَ تَوَلَّتِ
منِّي الجُفُـونُ مِنَ البُكَاءِ بِلَيْلَتـي
وأَتَى النَـوَى كَي يَسْـتَبِدَّ بمُقلتِي
وَسَـأَلتُهَا قَالَتْ بِغِـيرِ مَشـِيْئَتِي
أَيْنَ الجَمَـالُ بِغَيـرِ نُورِ حَبِيْبَتِي
قَالَتْ: تَجَلَّدْ قُلْت:ُ أَنْتِ أَنِيْسَـتِي
هَلْ يَسْتَعِيدُكِ أَمْ يُخَفِّفُ بَلْوَتـي
بالوَجْـدِ أَلْقَى والفِرَاقِ مَنِيَّتـي
حتَّى غَرِقْتُ بدَمْعِهَـا وبِدَمْعَتِـي
صَـامَ الفُؤَادُ عَنِ الهنَـاءِ وفَرْحَتي
فَتَكَتْ بِبَاقِي الرُّوحِ والقَلبِ الفَتِي
وأذُوبُ مِنْ نَـارِ الحَنِينِ بمُهْجَـتي
بَعْضَ الأَرِيـجِ المُسْتَكِينِ بِزَهْرَتِي
أَسْقَطْتُ مِنْـهُ خُضَارَهُ فِي غَفْلَتي
والكُلُّ مُبْتَسـِمُ العُيُـونِ لِغَلْطَتِي
كالبَدْرِ فِي الليـلِ البَهِيـمِ تجَلَّتِ
وَقْـعَ المفَاجـَأَةِ التِـي لم تُوْقَتِ
أوْ كالذي يَجِـدُ الحَيـاةَ بِمَيِّتِ
حَذَرَ الحَلِيـلِ المُسْـتَحِلِّ لِوَاحَتي
وتَعَبَّقَـتْ خُرْسُ الوُرُودِ بِجَنَّتـي
حتَّى بَدَتْ مِثْلَ الغَرِيـقِ بِرُؤْيَتِـي
ياعَيْنُ كُفِّي عَنْ خِدَاعِكِ نظرتِـي
هَلْ تَلْتَقِي بَعْدَ السِـنينِ بمُهْجَتِـي
حُلُمٌ أَرَى بَلْ ذِي عُيُـونُ حَبِيبَتِي
يا مُهْجَتِي .... إنِي أَرَى مَحْبُوبتِي
هَزَّتْ كِيَانِي وارتَمَتْ فِي دَمْعَتِي
رَقَصَتْ لهـا تحتي وتَاهَتْ خُطوتِي
أَمْ هَلْ أُعَذِّبُ بالتَّجَلُّـدِ رَغْبَتِـي
وَحْيَـاً بِشَـوقٍ نَابِضٍ بِمَحَبّتِـي
وبِأَنْ أُخَفِّفَ مِنْ تَدَافُـعِ لَهْفَتِـي
ذَابَتْ لهْـا رُوحِي وزَادَتْ حَيْرَتِي
زَادَتْْ بِآخِرِ نَظْـرَةٍ فِي شَـقْوَتِي
وأنَا أَفَقْتُ عَلَى أَسَـايَ ودَمْعَتِي
كَانَ المسـاءُ وقـدْ أُخِذْتُ بخُطَـوتِي
الفِكْـرُ شَـتَّته الفِـرَاق و مُجْهَـدٌ
والقَلـبُ ألهبَـَهُ الْحَنِيـنُ لِوَصْلِهـا
فَمَشَـيتُ مَهْـزُوزَ الخُطَـا مُتَوَحِّشَاً
مَتَرَنِّحَـاً بيـن َالأَنَــامِ مُؤَنَّبَــاً
قَـدْ كَانَ قَلبَـانا وعَهْـدٌ صَـادقٌ
وَبِأَنْ تَكُـونَ على الـدَوَامِ وَفِيَّــةً
وأَظَلَّنَـا ظِـلُّ الوِصَـالِ بِوَاحَــةٍ
مِنْ كُـلِّ أَزْهَـارِ الحَنَـانِ ورِقَّــةٍ
أَلْقَـى الخَيَـالُ على المُحَـالِ شِبَاكهِ
وغَفَـا الزَّمَـانُ عَنِ الأَمَـانِ هُنَيْهَـةً
حتَّـى إذا دارَ الفــِرَاق بِكَأْسِــهِ
ذَابَ الفُـؤادُ بِحُزْنِــهِ وتَقَرَّحَـتْ
دَهْـرٌ تَوَلَّـى مِثْـلُ عادَتِـهِ مَعِـي
أَوَتَرحَلِـي بَعْـدَ العُهُــودِ لسَـيِّدٍ
يـا شَـقْوَتِي كَيْفَ الحَيَـاةُ بِدِونِهَـا
قَالَتْ وَدَاعَـاً قُلْتُ لا ... لا تَرْحَلِـي
مَـاذَا يُفِيـدُ تَجَلُّـدِي عِنْدَ النَـوَى
سِـيَّانُ أَجْـزَعُ أَمْ صَـبَرْتُ فإنَّنـي
فَبَكَتْ عَلَـى كَتِفِـي بُكَـاءَ وَفِيَّـةٍ
ثُـمَّ اخْتَفَتْ خَلْفَ التِـلالِ وبَعْدَهـا
مَـرَّتْ سُـنُونٌ أَرْبَـعٌ مُنْذُ النَـوَى
أَنَـا لَمْ أَزَلْ بَعْـدِي أَهِيـمُ بِذِكْرِها
وأَزُوْرُ كُـلَّ حَدِيْقَـةٍ فِـي زَهْرِهَـا
وأَفِقْتُ بالصُّـوتِ الأَجَشِّ لغَاضِـبٍ
فَنَظَـرْتُ حَوْلِي والْحَيَـاءُ مُضَـرِّجِي
وَرَأَيْتُهَـا ... كانَتْ هُنَـالِكَ بينهـمْ
جَمَدَتْ .. تَدَاعَتْ .. والعُيُونُ تَوَسَّعَتْ
دَهِشَـتْْ كَمَنْ يجِدُ الخَيَـالَ حَقِيقَـةً
ضحكتْ بكتْ صمتتْ حكتْ وتوقَّفتْ
وتَلَـوَّنَتْ صُفـْرُ الخُـدُودِ بحُمـرةٍ
تَاهـَتْ بِفَرْحَتِهَـا ولَهْفَـةِ شَـوقِها
أمَّـا أَنَـا فَلَقَـدْ أُخِذْتُ بِمِـا أرى
هَـلْ تَرتجِـي أَمَـلاً تَبَـدَّدَ عَهْـدُهُ
كَـذَّبْتُ عَيْنِـي والفُـؤادُ مُصَـدِّقٌ
يا لَهْفَتِـي .... إنِّـي أَرَى محبـوبتِي
خَفَـقَ الفُـؤَادُ بِقُـوَّةٍ فِـي فَرْحَـةٍ
مَـادَتْ بِي الأرضُ التِي فَرِحَتْ بِهَـا
واحْتَـرْتُ هَلْ أَجْرِي لَهَـا وأَضُمُّهَا
ورَأَيْتُ مُقْلَتَهَـا تُخَاطِـبُ مُقْلَتِـي
لَكِنَّهـا تَرْجُـو التَجَاهُـلَ والنَـوَى
ثُمَّ احتمتْ فِـي زَوْجِهـا مِنْ لَوْعَـةٍ
وتَلَفَّتَتْ فِي حَسْـرَةٍ ثُـمَّ اختفـت
ذَهَبَتْ كَمَا جـَاءَتْ كَطَيْفٍ حَالِـمٍ