أخيراً.. أصبح لدينا ما نفتخر به.. زمان.. وبالتحديد منذ أن نظمنا الدورة الافريقية ومن بعدها كأس العالم للناشئين.. كنا نبكي ونتباكي علي فشلنا في التنظيم وصرف وإهدار الملايين علي تنظيم فاشل!!
وعندما طلبنا تنظيم المونديال الكروي كانت فضائحنا عالمية. وسقوطنا مدوياً. وفشلنا في كل وكالات الأنباء حتي أطلقوا علي الواقعة صفر المونديال لأنه علامة مونديالية لم تحدث من قبل!!
لكن قرعة مونديال الشباب في الأقصر محت كل الخطوط السوداء.. مسحت دمعة الحزن القديمة. وأذكر يوم أن دخل سامرانش رئيس اللجنة الأولمبية الدولية من باب الاستاد ودفعه الجمهور ورفض الأمن دخوله.. كانت فضيحتنا مصورة وعلي الهواء!!
وتعودنا علي الفشل بعد الفشل. حتي دخول الجماهير للمباريات أو حماية حكم داخل الملعب. كل هذه المشاكل تعكس الفشل التنظيمي.. حتي جاءت تلك القرعة الأخيرة. ولا أخفي سراً كنت أشعر وأخشي من فشل تنظيمي جديد نظراً لأن تجربة إقامة قرعة في الهواء الطلق وداخل معبد قديم. وعلي بعد مسافة ألف كيلو من القاهرة. ناهيك عن انتقالات الضيوف بالطائرات والإقامة والتسكين في الفنادق.. ثم فقرات الحفل المبسط والترجمة الفورية وتحويل هذا المكان التاريخي إلي قاعة اجتماعات مجهزة بكل المتطلبات الحديثة.
بصراحة.. شعرت أن "الحجر ينطق" في هذه الأمسية. حجارة التاريخ التي سجلت سبعة آلاف عام أخيراً تحدثت للعالم الحديث وكأنها تروي تاريخ المدينة القديمة للعالم المتحضر اليوم.. بصراحة شديدة شرفتمونا يا أولاد مصر.. نجحتم بامتياز في اختيار الزمان والمكان والأسلوب والأفكار.
القرعة شيء أكثر من رائع. أبهرتنا الفقرات البسيطة الجميلة المعبرة. لكن إبهار المكان أكبر. أبهرنا التنظيم.. لكن إبهار الالتزام من المدعوين وبالمواعيد ودقة الفقرات كان أكبر وأعظم. أسعدني بصراحة هذا النجاح لأننا أخيراً تعلمنا الدرس من سقطات الماضي ومحونا السيئة السابقة في صفر المونديال.. وعقبال المنتخب الوليد "فريق الشباب" ليعيد ويكرر إنجاز شباب مصر السابق في الأرجنتين!!