الرياضة دائماً.. وكرة القدم بالذات.. دائماً في خدمة هذا البلد الطيب.. وتاريخنا في هذا المجال يحتاج لصفحة كاملة... آخر هذه الخدمات هو تنشيط السياحة كما لم يحدث من قبل.. أبهرنا العالم كله بآثارنا الخالدة التي يعشقها السياح في مناسبة كروية عالمية تتابعها كل دول الكرة الأرضية.. بطولة كأس العالم للشباب التي تشترك فيها 24 دولة من كل القارات التي تبدأ بالتصفيات التي تعمل كل دولة المستحيل من أجل اجتيازها لتنال شرف المشاركة في النهائيات.. وما أن حققت هذا الإنجاز تتطلع الدولة للقرعة وما هي الدول التي ستقابلها خلال البطولة.
من هنا حفل القرعة يجذب كل أنظار العالم.. لك أن تتصور أن 23 دولة ترسل وفودها لحضور الحفل وكل محطات العالم الفضائية والأرضية تنقل الحفل علي الهواء.. فضلاً عن الصحافة الرياضية المقروءة في كل دول العالم.. لقد بلغ عدد الصحفيين الأجانب 524 صحفياً أجنبياً واشتركت 150 قناة تليفزيونية عالمية في نقل الحدث علي الهواء..
قلنا للعالم كله.. هذه هي مصر الآمنة ذات أقدم وأعظم حضارة علي مر التاريخ ترحب بكم..والرجل الذكي الفطن الذي لا يهدأ 24 ساعة رئيس المدينة التي تضم ثلث آثار العالم.. الدكتور سمير فرج الذي أثبت وجوده وفطنته وبعد نظره في كل عمل تولاه.. رأي الرجل أن يقول للعالم كله إن مصر ذات الآثار الخالدة تملك أيضاً أحدث ما وصل إليه العلم الحديث.. فخرج الاحتفال مبهراً يحمل آخر تكنولوجيا الإخراج والفن وسط مكان يرجع تاريخه إلي سبعة آلاف عام!!!... حتي في "هوامش" الحفل كانت أوبرا عايدة بموسيقاها تعيد ذكري أجمل أيام هذا البلد.. ثم عمر خيرت يقود أوركسترا الخاص به ليعزف علي البيانو أحدث ألحانه "أغنية لطيفة في فيلم سكوت هنصور".. حتي "الهوامش" جمعت بين كل الحضارات التي صنعتها مصر من فن القدماء حتي فن الذين مازالوا فوق الأرض!!!
في مثل هذه الاحتفالات التي يحضرها 1500 شخص من الصعب التحكم في النظام.. بل أحياناً من المستحيل.. ولكن الرجل العسكري الذي درس في أمريكا التخطيط والإعلام معاً وأصبح "الدكتور" سمير فرج.. استعد لهذا الموضوع من بدري.. السيارات كلها في مكان فسيح يبعد عن الباب الرئيسي بمسافة معقولة.. لكي يرتجل الجميع دون زحام السيارات.. ثم أكثر من بوابة تحرسها فتيات رقيقات باسمات يلبسن الزي الفرعوني.. والطريق كله المضاء بإبهار علي جانبيه رجال بالملابس الفرعونية يمسكون عصا فرعون المضاءة بالنار الهادئة.. وطول الطريق عزف موسيقي جميل.
عزيزي الدكتور سمير فرج.. لقد أحرجتنا... ونحن ننظم بطولات عالمية وأفريقية وعربية منذ سنوات طويلة.. ونحاول في كل مرة أن نأتي بجديد.. ولكن بعد هذا الحفل الرائع المبهر المنظم الجميل.. قل لي ماذا نستطيع أن نضيفه؟.. بل هل نستطيع أن نكرره؟؟؟... إنها ليلة من ألف ليلة