منتخب مصر فقد نقطتين‏..‏ ولكن مازالت أمامه‏15‏ نقطة

عندما خسر منتخب مصر من مالاوي في بلانتاير صفر‏/1‏ في يونيو الماضي بالجولة السابقة من تصفيات كأس العالم الحالية‏,‏ إتفق الجميع علي ضرورة مساندة ودعم الفريق رغم صعوبة الموقف في ظل وجود أخطاء فنية تسببت فيما حدث باستاد كاموزو‏,‏ وكان الحديث عن الخسارة وقتها والإطالة فيه يعد نوعا من جلد الذات لا يفيد‏,‏ وقد يعرقل المسيرة‏,‏ وبالمساندة تفوق منتخب مصر علي الكونجو الديمقراطية في كينشاسا‏1/‏ صفر بعد مباراة عصيبة وصفق الجميع لحسن شحاتة ورجاله‏.‏

اليوم‏..‏ ونحن أمام تعادل زامبيا‏1/1..‏ فقد المنتخب الوطني نقطتين‏..‏ ولكن مازالت أمامه‏15‏ نقطة‏,‏ كما أن فرق المجموعة مازالت في كفة واحدة‏,‏ فهي مجموعة لم يخسر أحد‏,‏ والتعادل كان حال أول مباراتين وأدي لتساوي منتخبات مصر وزامبيا والجزائر ورواندا في الرصيد نفسه وهو نقطة واحدة‏.‏

ويتبقي لكل فريق‏5‏ مباريات‏,‏ ومن الممكن تجاوز الاثار النفسية لهذا التعادل في المباريات المقبلة وإحتلال قمة المجموعة والتأهل لنهائيات كأس العالم‏,‏ ولكن بشرط تحسن الأداء وعلاج الأخطاء والاستعداد بشكل أفضل للمواجهات المقبلة التي ستبدأ بلقاء المنتخب الجزائري في السابع من يونيو المقبل بالجزائر‏..‏ وهذا يجعلنا نفتح صفحة الأخطاء لتكون درسا يجب التعلم منه وليس جلدا للذات أو هجوما وعدم مساندة للجهاز الفني‏,‏ وذلك إذا كنا نريد مواصلة المشوار بنجاح‏!!‏

أخطاء مباراة زامبيا بدأت قبلها واستمرت خلالها‏,‏ ولم ينفع معها علاج‏..‏ لذلك كان التعادل‏,‏ في الوقت الذي حضرت فيه جماهير مصر زاحفة لاستاد القاهرة يغمرها الطموح في الفوز‏,‏ وعادت خائبة الآمال وبدأت تتساءل‏:‏ متي نصل لكأس العالم؟‏!‏

يبدو سؤالا مبكرا ولكن الأداء السييء وظهور اللاعبين بمستوي ضعيف وارتكابهم العديد من الأخطاء التي جاءت بالتعادل‏,‏ كان وراء حالة اليأس التي انتابت البعض‏.‏

لقد وقع الجهاز الفني في عدة أخطاء لا يستطيع أحد انكارها‏,‏ ولم يحسن التعامل مع الفريق الزامبي فضلا عن عدم قدرته علي تصحيح مسار الفريق خلال سير اللقاء والحديث عن أخطاء الجهاز الفني بهدف الاستفادة منه في المباريات المقبلة لأنه هو من تنسب له الانتصارات وبالتالي لابد أن يتحمل النقد بصدر رحب وقت الانكسارات وهو أيضا المسئول عن التشكيل والتغيير والتبديل لانه صاحب الكلمة العليا في من يلعب ومن لا يلعب‏,‏ وليس من الانصاف التطرق لمستويات اللاعبين أو لومهم علي شيء مادام حضورهم جاء بناء علي استدعاء الجهاز الفني‏,‏ ولعل أبرز الأخطاء تمثلت فيما يلي‏:‏

‏1 )‏ اعتمد الجهاز الفني في خطته الهجوم البحت علي حساب خط الوسط الدفاعي‏,‏ علي عكس تصريحاتهم التي كانت تؤكد قوة خط وسط زامبيا وقدرته الهجومية في الارتداد بسرعة وخطورته‏,‏ وبدلا من تجهيز أوراق تتصدي له وترهقه من البداية‏,‏ اتجه الجهاز الفني للعكس تماما وخضع لفلسفة الدفع بالنجوم علي حساب المنطق‏,‏ فلعب بثلاثة مهاجمين‏,‏ باعتبار أن زيدان ليس صانع ألعاب‏,‏ لان خطورته تظهر حين يجد من يصنع له اللعب ويهديه الكرات بالقرب من الصندوق‏,‏ وكذلك أصبح أحمد حسن صاحب ميول هجومية خلال الفترة الأخيرة‏,‏ وبالتالي فقد المنتخب الوطني السيطرة علي الوسط وطبيعيا ان تظهر عيوب محمد شوقي حين يجد نفسه وحيدا يحارب في أكثر من جبهة‏,‏ فلجأ للضرب أحيانا‏..‏ والتمثيل أحيانا أخري ليوقف القادمين من صفوف المنافس الذي تمكن خط وسطه بقيادة كاتونجا من السيطرة علي الوسط وساند الهجوم‏.‏

‏2 )‏ اللعب ببركات جهة اليسار جعله واقفا تماما معظم الوقت مثلما يقف حارس المرمي‏,‏ حيث قتل موهبته في الجري وخفة الحركة وكان يقف كثيرا خوفا من انطلاقات كاسوندا‏,‏ وبالتالي لم يفد هجوما أو دفاعا‏,‏ ولكن حين انتقل الي مكانه الطبيعي في اعتراف واضح من الجهاز الفني بالخطأ في التشكيل بدأ يظهر ولكن الوقت كان قد تأخر‏!!‏

‏3)‏ حسني عبدربه كان ورقة مهمة لا يجب اغفالها في الوسط وجلوسها علي دكة البدلاء والتراجع عن اشراكه في اللحظات الأخيرة لا يوجد له تفسير ويثير تساؤلات‏,‏ خاصة بعد أن كان ضمن التشكيل الأساسي بعد إنتهاء التدريبات والمراجعات‏,‏ وهذا يؤكد أن هناك ضغوطا طرأت علي الجهاز الفني وإنصات المدير الفني لبعض وجهات النظر الخاطئة فيما يتعلق بمكان بركات واستبعاد عبد ربه من التشكيل لحساب أحمد حسن وكذلك ما أثير عن مشاكل ميدو وتراشقه بالألفاظ مع عمرو زكي ومتعب داخل غرفة تغيير الملابس عندما علم بعدم مشاركته من البداية وعصبيته خلال المباراة مع لاعبي الفريق المنافس‏,‏ فكل هذه أمور تحتاج الي وقفة‏,‏ وبالتأكيد يعلم جيدا حسن شحاتة المقصود من ذلك وهو درس يجب التعلم منه‏.‏

لقد كشفت أول‏16‏ دقيقة في المباراة الخلل الموجود في أوراق المنتخب الوطني‏,‏ وأكدت ان المباريات الرسمية لا تصلح للتجارب حتي لا يتلاعب بك المنافس بدلا من أن تتلاعب أنت به وليس المعني أو المقصود بالحديث عن الملاحظات الواضحة خلال مباراة زامبيا هو الاخلال بحق الجهاز الفني باختيار التشكيل أو اللعب بما يراه مناسبا وليست طريقة لجلد الذات وانما هي توضيح لابد منه لعله يكون درسا نتعلم منه إذا كنا نريد علاج الأخطاء بجد‏,‏ ونتطلع لاستكمال المشوار والوصول لنهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا‏!!‏