لاعب دولي يبقى في بلاده ولا يعود لناديه في إنجلترا بداعي الإصابة، وزميله يشن هجوما حادا عليه ويتهمه بترويج الشائعات ضده، والحارس المخضرم يعود إلى القاهرة تاركا ناديه السويسري ليهاجم الجميع ويفقد ما تبقى له من تعاطف.
هكذا توالت المصائب منذ إخفاق منتخب مصر أمام زامبيا في بداية مشوار التأهل للمونديال مرورا بمشاكل زكي- ميدو وإصابة عماد متعب بالرباط الصليبي وصولا إلى تجاوز الحضري غير المقبول ضد الجميع.
ووسط كل هذه الأحداث والصراعات والتصريحات نرى صمتا رهيبا للجهاز الفني لمنتخب مصر بقيادة "المعلم" حسن شحاته وكأنهم لا يهتمون بما يحدث ولا دخل لهم فيه.
ورغم أن كافة المشكلات كان الجهاز الفني هو القادر الوحيد على حلها، إلا أن المعلم وشركاءه تركوا الأمر برمته بين اللاعبين ووسائل الإعلام، لنصل إلى اليوم الذي يصرح فيه حارس المنتخب "سألعب للمنتخب غصب عن عين التخين".
لا أرى في تصريحات الحضري "المتوترة" إساءة لمسؤولي الأهلي وعدلي القيعي، ولا لمستشار اتحاد الكرة الذي أدار الحوار ولم يحترمه الحارس، بل إلى الجهاز الفني للمنتخب "النائم في العسل".
فجهاز المنتخب هو من أتاح الفرصة للحارس للتحدث بتلك الطريقة "عديمة الاحترام" بعدما دافع عنه كثيرا عقب واقعة هروبه من الأهلي في منتصف الموسم، ثم الإيحاء للحضري بأنه الحارس الأوحد في مصر بحسب تصريحات المدرب العام للمنتخب لـFilGoal.com.
ولا يتحمل الجهاز الفني للمنتخب مسؤولية تصريحات الحضري فقط، ولكن أزمة ميدو- زكي شهدت المأساة الكبرى، فصمت مسؤولي المنتخب عن التصريح لوسائل الإعلام صراحة عما حدث دخل غرف خلع الملابس فتح الباب أمام التكهنات الصحفية عن تفاصيل الأحداث.
المهم نوصل لكأس العالم (غصب عن عين التخين)
ولم يكتف الجهاز الفني بصمته بل ترك الحبل على الغارب للاعبين للإدلاء بالتصريحات الصحفية والتليفزيونية، ليدافع بعضهم عن ميدو ويتهم الآخر زكي دون أن يعلم الرأي العام الحقيقة حتى الآن.
وربما تعكس تصريحات ستيف بروس المدير الفني لويجان ضد زكي والتي جاءت مفاجأة للجميع الفارق الكبير بين الإدارة الفنية لكرة القدم في أوروبا وكيفية إداراتها في مصر.
فرغم إشادة بروس الدائمة بهدافه المصري طوال فترات الموسم، إلا أنه انقلب عليه بعدما فاض به الكيل من عدم التزامه بالتعليمات "الإدارية" وهاجمه بعنف أمام الرأي العام قائلا "على الجماهير أن تعلم حقيقة من تهتف بإسمه".
فعلى الجميع أن يعلم أن المدير الفني في كافة بلدان أوروبا يطلق عليه "Manager" وليس "Coach" لأنه لا يختص فقط بالأمور الفنية والخططية، بل يدير الفريق بشكل كامل ويتابع ويراقب كل صغيرة وكبيرة داخل فريقه، وهو ما يجب أن نتعلمه في مصر.
فجهاز المنتخب حقق العديد من النجاحات والإنجازات التي تحسب له، ولكنه يفتقد لعنصر هام لإدارة منتخب يضم العديد من النجوم والمحترفين وهو فرض مزيدا من النظام والإنضباط على اللاعبين.
نريد أن نرى منتخبنا في كأس العالم بحراسة الحضري أو بدونه وبوجود زكي أو ميدو أو عدم وجودهما وبابتعاد متعب أو دلع زيدان، المهم نوصل لكأس العالم (غصب عن عين التخين).